آهات: علي القرني
الحمد لله رب العالمين..
أرخى الليل سدوله وأذن لصلاة المغرب وزارنا الليل بهدوئه الصامت! و بسحره الأخّاذ.
أرخى الليل سدوله وأذن لصلاة المغرب وزارنا الليل بهدوئه الصامت! و بسحره الأخّاذ.
طالما تغنى المحبون و أنشد الشعراء أجمل مكنوناتهم تحت جناح الليل وفي الجانب الآخر لطالما أخفى ذلك الظلام أنين وألم معذبين.
مرضى ويتامى و أرامل و مذنبون.
رصاصتي هذه المرة أوجها صوب هذا الشبح المخيف، يسكن في الثياب الرثة وتحت الجلود البالية وبين الجفون المرتخية ومع الدموع المذرفة.
ذلك العدو لو لي به طاقة لقلتلته ثم صلبته ثم دعوت الله فأحياه ثم أخذته فحرقته ثم دعوت الله فأحياه ثم أخذته وقطعته إرباً ثم أطعمت بلحمه بطون الجوعى!
ذاك الفقر!
"لو أن الفقر رجلاً لقتلته" قالها مفوه هذه الأمة عمر بن الخطاب -رضي الله عنه وأرضاه- .
ضحكاتك أسمعها يا صاح من بعيد..
صرخاتها وأناتها لا أسمعها (أو أتجاهلها) من وراء الجدار!
جرحت أصبعك! هيا للطبيب حتى لا تتطور الحالة وتصاب بالغرغرينة!
أصيب بفشل كلوي نتيجة سوء التغذية! علاجك بـ50ألف ونحن نقدر حالك ولكن..!
اليوم عشائنا سمك أو مندي؟ لا يهم المهم شيء يملأ البطن!
عشاؤها قطعة خبز (خضراء)على كوب ماء (أصفر)!
أقترح بأن تضع عزل حراري للجدران و عليك بمكيفات إسبلت !
سقف بيتها شجرة ولكن سامح الله تلك الشجرة فهي تتعرى في كل عام مرتين أو أكثر!
أبي أريد ملابس للعيد جديدة و شماغ أبيض!
عيدهم واحد! غير أنهم يشعرون بأن هناك صوت مفرقعات مرتين في السنة!
أبي الجوع ذبحنا ياليت أمي تعمل لنا فطور وسحور على المزاج!
رمضانهم 360 يوم!
أريد سيارة للعائلة مريحة وواسعة.
يتمنون دراجة هوائية وإذا أردتم فمستعملة!
يا أبنائي لا يحتاج أن يشتغل المكيف والمدفأة معاً! صحيح أن الجو بارد ولكن أخاف من حدوث حريق!
صحيح أن البرد يقرص جلودهم ولكنه على الأقل يوفر الإستهلاك اليومي لمياه الشرب!
ما رأيك يا أبو محمد في تسجيل إبني ماجد في مدرسة أهلية أو حكومية أو بالخارج؟
يحتاجون دفاتر وأقلام و مراسم فقط وسيصبرون على جوع الفسحة...
يا أبو ماجد والله قد سئمنا من الجلوس دعنا نذهب للبحر أو للحديقة!
أمي ! ما هو البحر؟
عندما تتكلم إعلم أن غيرك لا يحرك لسانه..
عندما تشرب ماءً بارداً إعلم أن هناك العشرات غيرك من حولك و ربما قريباً من دارك لم يعرفوا في حياتهم لوناً للماء غير الصفرة..
عندما تنظر لأولادك وبناتك بصحة وعافية ..إعلم أن هناك العشرات غيرك من حولك و ربما قريباً من دارك أنهكتهم الحمى و رسمت على وجيههم صورة هيكل عظمي و قللت من سماكة جلودهم!
تصدق فإن الصدقة تطفيء غضب الجبار عز وجل وتدفع ميتة السوء وتدخل السرور على أهل البيت.
بعد قراءة هذا المقال أقولها بالفم المليء إن لم تتصدق وأنت قادر ولو بريال فأنت محروم و أنت شخص لا فائدة منك في المجتمع..
هناك 7 تعليقات:
رائعة جدا و بالتوفيق
قلمك جذاب
جزيت الجنة
محبك أبو جنان
ذكرتني بشخص يقول : أين هم الفقراء ؟
وجاره فقير
وهل هم في زماننا ؟
وابن عمه مسكين
نعيب زماننا والعيب فينا ... وما لزماننا عيب سوانا
هذه الرسالة وردتني على البريد الإلكتروني:
لماذا لا تشتري منها ؟
كثير منا تمر عليه هذه الصورة ولا يلقي لها بالا ولا يهتم بها ويستمر في طريقه وكان الأمر لا يعنيه
هن بائعات ضعيفات متعففات يبعن عند أبواب المساجد وأمام الأسواق وفي الشوارع ليجدن ما يسد عوزهن وفقرهن ويغنيهن عن السؤال وعن الحرام
فماذا فلعنا لهن ولمساعدتهن
كنت ذاهبا مع احد الزملاء فصلينا في احد المساجد فعند خروجنا من المسجد مررنا على إحدى البائعات فاشترى صاحبي منها بعض الأشياء التي تكفي لأكثر من بيت فاستغربت منه ذلك وسالته فلم يرد علي فلما رجعنا إلى السيارة وجدت نفس الكمية التي اشتراها قبل قليل فقلت له مازحا هل ستفتح محلا لهذه الأغراض
فتبسم وقال كلام هزني وهز كل مشاعري
قال لي انا تعودت دائما أن اشتري من البائعات اللاتي في الشارع اكثر من حاجتي فأنا لا أحتاج البضاعة المشتراه أساسا لكن أشتري منهن لكي اساعدهن بطريقة غير مباشرة وأحتفظ بالبضاعة في سيارتي وكلما مررت على بيت من بيوت اهلي أو أخواتي أو عماتي أو خالاتي اعطيتهم منها فغرضي الرئيسي هو مساعدة هؤلاء المسكينات
ثم اردف وقال لي هل تعلم ان هؤلاء النسوة يتحملن الشمس الحارقة والجو القاسي والتعب والمشقة أثناء البيع فقط ليكتسبن رزقهن بالحلال وأنهن يصرفن على بيوتهن وابنائهن من هذا العمل البسيط فقد تكون أرملة او مطلقة او ضعيفة ليس لها عائل الا الله فلمن نتركها؟.
واخبرني عن قصة ارملة مسكينة ضعيفة الحال وهي مريضة وتصرف على بنتين وطفل صغير يدرسون في المدرسة وهي التي تعولهم بتوفيق الله من هذه الشغلة البسيطة إضافة الى مساعدة بعض المحسنين في حارتهم ويقول أنها تجلس طول اليوم تبيع لتسد حاجتهم وفقرهم
ويقول انه احيانا عندما يشتري من بعضهن يعطيها زيادة في السعر فمثلا لو كان سعر البضاعة 20 ريالا يعطيها 30 او 40 ريالا وينصرف أحيانا هي لاتدري بحكم كبر سنها واحيانا تنتبه وتناديه لتعطيه الباقي فيتجاهلها كأنه لايسمعها ويكمل طريقة فهو يريد فقط مساعدتها
واحيانا يشتري منها 4 قطع أو 5 فلا ياخذها بل يأخذ واحده او أثنتين فقط ويترك باقي القطع عندها وهي تعتقد أنه اخذ كل القطع فهدفه الرئيسي فقط مساعدتهن وتخفيف معاناتهن
سبحان من وفقه لهذا العمل الطيب وهذا الباب العظيم من الخير
أما أنا فأصبحت أحرص دائما على الشراء منهن لأغراض بيتي حتى لو لم احتاج لها واصبحت أفعل مثل مايفعل صاحبي الذي سن هذه السنة الطيبة المباركة والتي أصبحت اخبر بها كل من رأيت او اجتمعت معه فوجدت من الجميع استحسان الفكرة وحماسهم لها وبالفعل بعضهم بدأ في تطبيقها واخبرني بذلك
أخي الكريم / أختي الكريمة
كثير منا دائما يشتكي من المتسولات اللآتي يتسولن عند الإشارات وفي الشوارع
وعند ابواب المساجد وفي والأسواق
فماذا فعلنا لهن بدل الشكوى والتذمر
الا اقل من أن نساعد كل من تبحث منهن عن الرزق الحلال ولو بأقل القليل منا
لنرحمهم ولنعطف عليهم ولنساعدهم لعل الله يرحمنا برحمته فهو ارحم الراحمين
ارجو نشر هذا الموضوع ونشر هذه الثقافة بين الناس ألا وهي ثقافة الرحمة والتكافل
التي ضمنها لنا هذا الدين الحنيف.
صديقي العزيز علي
اعجبني جدا مقالك
جعله الله في موازين حسناتك
احببت ان اضيف هذه الاضافه فتقبلها مني
قال صلى الله عليه وسلم (مانقص مال من صدقه)
كما قال فيما معناه (داوو مرضاكم بالصدقه)
وغيرها من الاحاديث التي تدل على فضل الصدقة
وهذا يعني ان فضل الصدقة في الدنيا قبل الاخره
ولو ان كلا منا تصدق ولو باليسير لوجد اثرهافي نفسه سواء في ماله او صحته او غيرها
وانا اجزم ان الكل يعلم ان بركة الشئ اهم من كميته.
فهاهو السر بين ايدينا فلم لاناخذ به.
هذاوالله اعلم
تقبل تعليقي
بارك الله فيك أخي علي
وكثر الله من أمثالك ...
مثل هذه المكقالات نريد.
وأتوقع لك مستقبلاً يكمح جماح الأعداء وقلماً يدحض أقلام الرويبضة المتعلمنة.
شكرا لك أخي علي
بارك الله فيك م/علي مقال رائع ينبئ عن ماتحمله من حب للخير ومساعدة للمحتاجين والفقراء.وعسى أن تكون هذه المقالات التي تحمل في طياتها الهم الدعوي لكاتبها صدقة لصاحبها وشكر لله على هذه النعمة التي من الله بها عليك من تعبير جميل هادف وصياغة اسلوبية أجمل حيث يقول المصطفى (والكلمة الطيبة صدقة). أتمنى من الله لك التوفيق .
محبك / متعب الشلوي (ابو مسعود)
السلام عليكم
راقني كثيرا أن تجممع بين متناقضات حال الفقراء والأغنياء لتحسيس الناس بوجود أشخاص يعانون وإن نسوا أنهم موجودين فعلا أو ربما تناسوا ذلك وتجاهلوه ولم يلقوا إليه بالا
فمن يقرأ المقال يراوده على الفور إحساس بالتقصير وتنتابه رغبة قوية في التغيير ومد يد العون لمن يحتاجها
.........غير أنه لم تعجبني العبارة التي ختمت بها المقال فقد كنت تدعو بأسلوب لين وبرفق يجذب القارئ جزاك الله عن ذلك خير الجزاء، ثم انتفضت لتصف من لا ينفق بأنه عديم الفائدة في المجتمع ...أوليست مقالتك موجهة تحديدا إلى هذه الفئة وهي المرة الأولى التي تخاطبهم فيها فينبغي أن تكون أكثر رفقا بهم إن أردت ارشادهم وإن كنت متأكدة أن غضبك نابع من تخلي الناس عن أوامر خالقهم ورسوله بالصدقات وذلك أمر محمود بالنسبة لك لكنه يحبذ التروي في دعوة الناس عسى أن تجد كلماتك طريقا إلى قلوبهم وعقولهم.
سبق وأن قلت أن هذه المقالة ولدت في- كغيري من الناس- حماسا للإنفاق وهو ما ينتابني في كل مرة أسمع أو أقرأ فيها مقالات مماثلة أو أرى أو أسمع عن أشخاص محتاجين فربما أنفقت حينها فقط إن أنا انشغلت بالحاجيات اليومية قد أنسى أو تطول الفترة التي أقضيها دون إنفاق .....لذلك فكرت في حل عملي :
لما لا يكون الإنفاق يوميا...فد يتعذر ذلك....شهريا ....قد ننسى....لما لانجعل مقدارا محددا من المال نقتطع من مدخولنا الشهري ..وإن كان قليلا...على أن لا نأخذ منه مهما كانت الظروف ومتى تجمع مقدار لا بأس به أو متى سمعنا بوجود شخص يحتاجه أخرجناه
فنضمن بذلك أن لا تتوقف صدقاتنا ولا نغفل عنها .
إرسال تعليق