الحمد لله رب العالمين..
نحن نعيش في بلاد تحكم بشرع الله و تحمي أعظم المقدسات الإسلامية ، تحافظ على القيم والأخلاق، تدعو للفضيلة، تشجع الخير وتدعو له، تُجل العلماء الربانيين وتحفظ لهم قدرهم وتشاورهم في أمر العباد والبلاد.
هذا ديدن ولاة الأمر بهذه البلاد منذ المؤسس –رحمه الله- حتى يومنا الحاضر.
ولكن ظهر لنا في الآونة الأخيرة في الإعلام والصحف كتّاب –نكرات- ليس لهم من العلم الشرعي ومن القدرة العقلية ما يؤهلهم لأن يزاحموا الكبار في الرد على فلان أو فلان من العلماء الربانيين ليس لشيء ولكن لأن هؤلاء الكتاب المتعالمين والباحثين عن الشهرة لا يملكون من مقومات العلم الشرعي إلا كما يملك الرجل العامي الذي يعيش في القطب المتجمد الشمالي علم الذرة!
يتنقصون من العلماء الربانيين، يشككون في وطنيتهم، يقارنونهم بأهل الغلو والإفساد، يشوهون صورتهم أمام العامة حتى بلغت بهم الوقاحة مبلغاً عظيماً بأن يصفوا أكبر هيئة دينية في البلاد بأنها هيئة مشاغبين!
لم يبقى شيء إلا وانتقصوا منه بلا رقيب ولا حسيب. وأخشى ما أخشاه أن يأتى ذلك اليوم الذي يطالبون فيهم بإستبدال مصدر التشريع بالقوانين الوضعية!
لنحاول فهم سبب هذا الهجوم من هؤلاء المتعالمين:
حسب نظرتي المتواضعة أرى أن هناك أسباب شخصية وأسباب عامة:
الأسباب الشخصية:
- حب الشهرة والظهور. فالمتداول بين هؤلاء المتعالمين هو أنك إذا أردت أقصر طريق للشهرة فعليك بقصف جبل شامخ حتى تحدث جلبة وضوضاء.
- هوى في نفسه وإغترار ببريق الحياة الغربية.
- كرهه للعلماء والمشائخ وربما –للدين- فمن يكره أثر الشيء فهو في الغالب يكره ذلك الشيء.
الأسباب العامة:
- لا أريد أن استرسل في مسألة "زوار السفارات" !! فالأعداء يغدقون عليهم المال الوفير! لا شك أنها وظيفة مربحة!
- تبنيهم لفكر حداثي ليبرالي علماني دخيل. ويا ليتهم يتبنون الفكر الليبرالي الحقيقي الذي يدعو لإفساح المجال للرؤية المخالفة –وما أكثر الإقصاء – للرؤى المخالفة لهذه الصحافة بصحفنا.
- يريدون أن يجعلوا لهم مكان بالمجتمع وأن يتخذهم الناس مثالاً و ربما –مفتين- على الطلب.
ولعلي أقترح بعض النقاط للتصدي للمتعالمين من الكتاب والصحفيين:
- رفع دعاوي على كل من ينتقد الثوابت و من يُشهر بالعلماء وطلاب العلم وحتى الأشخاص العاديين.
- إنشاء هيئة مستقلة عن وزارة الإعلام للنظر في الشكاوي ضد هؤلاء المتعالمين.
وبالمناسبة فإن الجهة المسؤولة في وزارة الإعلام عن الشكاوى ضد الصحفيين لا أرى بأنها تؤدي دورا محايداً بالرغم من أن خادم الحرمين الشريفين –حفظه الله- وضع ثقته فيها فكيف تكون الخصم والحكم في نفس الوقت ؟ يقول الشاعر :
يا أعدل الناس إلا في مخاصمتي*** فيك الخصام وأنت الخصم والحكم
- السعي لإنشاء صحيفة ورقية تتولى توعية المجتمع وتكون بديلاً منافساً لهذه الصحافة الإقصائية.
وأخيراً والله ما كنت أظن أن الحياة تطول بي لأرى هذه الهجمة المتكالبة من هؤلاء المتعالمين على الثوابت الدينية وعلى العلماء وطلاب العلم بالكذب تارة وبالتشويه تارة وبالخداع تارة وربما –بالمؤامرة تاراتً كثيرة- .
ولكن ومع ذلك قيمة العلماء كبيرة في نفوس الناس ولا يضير هؤلاء العلماء منافق ولا عربيد ولا ينقص ذلك من مكانتهم في قلوبنا ولا تتغير نظرتنا لهم بأخذهم المنصب الفلاني أو بتركهم المنصب الفلاني.
نحن نحب علملائنا ومشائخنا لأنهم معلمينا الخير و لأنهم يحبون لنا الخير ولأنهم خير ناصح لنا.
العلماء وولاة الأمر –حفظهم الله جميعاً- ما دام أنهم متفقون وكلاً منهم يشد عضد الآخر؛ فاضرب بكلام بني ليبرال وبني علمان عرض الحائط.
العلماء وولاة الأمر –حفظهم الله جميعاً- ما دام أنهم متفقون وكلاً منهم يشد عضد الآخر؛ فاضرب بكلام بني ليبرال وبني علمان عرض الحائط.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق